رأت صحيفة "عكاظ" السعودية، أن "الصراع الدولي في المنطقة وعليها، وأنه ومنذ عقود، تشهد المنطقة العربية أحداثاً ووقائع سياسية جساماً، سبب معظمها هذا التصارع العالمي في وعلى المنطقة، الذي كان من نتائجه أن أصبحت منطقتنا العربية أكثر مناطق العالم اضطراباً وعدم استقرار وتخبطاً".

ولفتت الصحيفة، الى أن "هذه المنطقة المضطربة مبتلية بعدم الاستقرار المزمن؛ بسبب عوامل تكاد أن تكون معروفة للعامة، قبل الخاصة. فما بمعظم المنطقة من ضعف وتخلف واضطراب وتشرذم، يرد -عادة ومنطقاً- الى العاملين الرئيسين: العامل الذاتي (الداخلي) وأبرز عناصره ومكوناته السلبية هي: سوء تفسير الدين الإسلامي الحنيف من قبل البعض، المذهبية المتطرفة، الطائفية الإقصائية، إضافة الى الاستبداد السياسي".

وذكرت أن "العامل الخارجي، يتركز في عداء التحالف الصهيوني - الإمبريالي لهذه الامة، وسعيه الدؤوب لتقويض العروبة والإسلام، بدءاً من عقر دارهما. إضافة الى صراع القوى العالمية العظمى والكبرى السياسي على إمكانات هذه المنطقة المهمة ومقدراتها المختلفة".

وأشارت أنه "هناك تداخل وثيق بين العاملين الداخلي والخارجي. ولولا الوضع الداخلي والذاتي العربي الرديء، لما تمكن العامل الخارجي من تحقيق أغلب مآربه السلبية في الأرض العربية. فالعامل الخارجي نجح تماماً في تسخير الوضع الداخلي (بأغلب معطياته) لخدمة أغراض القوى الخارجية، وتحقيق أهدافها -الواحد تلو الاخر- بسهولة قياسية".

ولفتت الى أن "هذا التصارع العالمي على معظم المنطقة يسهم في زيادة طينها بلة، فالمنطقة ذات موقع استراتيجي فريد لأنها تربط بين قارات العالم القديم الثلاث؛ آسيا، أفريقيا، أوروبا. كما أن بها موارد طبيعية هائلة، إضافة إلى كونها تحتوي على أكبر مصادر الطاقة في العالم. حتى أصبح من الصعب على أي قوة دولية كبرى، أو عظمى، أن تكون كذلك ما لم يكن لها نفوذ يذكر بهذا الجزء من العالم. وهذا ما تأكد بوضوح منذ نهاية الحرب العالمية الثانية".